السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اسأل الله ان يثيبكم خيرا على هذا الموقع المفيد وان يرزقكم من خيري الدنيا والآخرة ...
أنا أمراة في العشرينات من العمر متزوجة منذ ما يقارب العشرة أعوام ولي ثلاثة اطفال ...
زوجي انسان طموح وعصامي ومرح ورومانسي ومحبوب وذو شخصية اجتماعية رائعه.
متفاعل مع المجتمع وله أنشطة مختلفة , وبالرغم من أنه صاحب شهادة بسيطة إلا انه مثقف ومطلع وله العديد من الشهادات في مجال عمله ...
مشكلتي تبدأ منذ الصغر أي قبل زواجي بما يقارب الأربعه أعوام .. حيث كنت على علاقة بأحد اقاربنا وكانت هذه العلاقة تعني لي الكثير والكثير وخاصة في مرحلة المراهقة
كان الشخص الذي احببت يمثل لي كل دنيتي وحياتي.
وقد كنت التقي معه بحكم القرابة في مناسبات عديدة وأكتم حبي ونظراتي مع خجلي وأكتفي فقط بلفت انتباهه حتى صار يستميل إلي.
ثم ( قال ) بأنه أحبني وصار يهتم بي ويكلمني على اني حبيبته طبعا دون علم أهلي بكل ذلك
تمضي الأيام ويأتيني الخطاب وانا ارفض بسبب حبي واخلاصي وتعلقي بذلك الشخص.
حتى جاء زوجي ورآى ابي فيه الخير والصلاح لي. وطلب مني ان استخير وأوافق عليه !! كلمت حبيبي بذلك فكان رده لي ( الله يسهل عليكي )
تجرعت مرارة تخليه بكل بساطة عني وداويت جراحي بالبكاء والإلتجاء إلى الله عزوجل واستخرت ووافقت على زوجي الحالي لأسعد والدي أولا وأخيرا ...
لا اخفيكم بأنني لم أحب زوجي في البداية لأن قلبي كان مشغوفا بحب غيرة ولكن الأيام والعشرة الحسنة رغبتني فيه.
ومع بداية حملي لمست في زوجي حب الأبوة وحنان الزوج وخوف العاشق .. كان يعاملني بكل حنو وكانني طفلة صغيرة عنده ..
وشيئا فشيئا صرت أميل إليه حتى وجدتني أحبه بعمق وقوة ...بعد فترة ليست بقصيرة من الزمن كانت خالتي (أم الرجل السابق).
تكلم أمي عن زواج ابنها وأنه عازف عن الزواج وانها تريد منها(أمي ) أن تقنعه بالزواج ...
أقنعته وتزوج ثم طلق زوجته بعد أن انجب منها طفلا خلال تلك الفترة كانت تلاحقني رسائل حب واشتياق على جوالي.
وكذلك مكالمات من ارقام غريبة تنتهي بالصمت وقطع الإتصال ...لم أشك في شيء وكنت اخبر زوجي بذلك لأني لآ أخفي عليه شيئا ابدا ..
حتى جاء اليوم الذي أحسست فيه بغرابة وخوف ومزيج من كل المشاعر الإنسانيه ... اتصل بي (الرجل السابق) وأخبرني عن حبه واشتياقة.
وانه لم يتحمل بعدي عنه وان فشله في زواجه اثبت له بأنه ظلمني , وانه لا يريد مني أي شيء سوى أن اسامحه لأنه لم ولن ينساني وسيظل محبا لي حتى آخر عمره ..!!!
قابلت اعترافه المتأخر بصمت ودعوت له بالخير والصلاح ثم اغلقت السماعه وطلبت من زوجي أن يغير لي رقم جوالي لأن الأرقام الغريبة ما زالت تطاردني ...
بعدها بما يقارب الشهر كنت في محادثة مع اختي على المسنجر فقالت لي ان خالتي اتصلت على أمي تبكي من حال ولدها وأنه كان يرديني وما زال يحبني ولكن ظروف دراسته وعدم حصوله على الوظيفة كانت سببا في تخليه عني ...
رددت على اختي بأن هذا ما جناه هو على نفسه
تغير رقمي ومازال يطاردني حتى على الرقم الجديد
رسائل ادعيه رسائل حب ولوعة رسائل اشتياق ومن ارقام مختلفة ...زوجي يثق في ثقة عمياء ولكن لكل شيء حد ...
أخاف من تبعات هذا الماضي الأسود على حياتي ...أدعو الله أن ينجيني من كل سوء قد يعتري حياتي التي حافظت عليها بكل ما أملك ...استغفره من الذنب الذي اذنبت به في الماضي ..
بالرغم من أن حبي له كان حبا صادقا ولم يتجاوز الخطوط الحمراء أبدا ...\\\\عزيزي المستشار ...
ماذا افعل ؟؟
أسأل الله عز وجل ان يفرج همك وان ينفس كربك .. وأن يقر عينك بأسرتك وأبنائك , وأشكرك أختي الكريمة على ثقتك بالموقع وأسأل الله أن نكون عند حسن ظن الجميع.
أختي الكريمة .. الحب معنى وظل , فإذا زال المعنى زال الظل .. المشكلة ان هذا الرجل تعلق بالظل بعد أن زال المعنى ويريد ان يجرك لهذى الظل للأبد ..
فيجب أن تعلمي انه إذا ذهب معنى الحُب فقد ذهب مع الظل ولم يبقى منه اثر - هذا هو المُفترض - ثم أن القلب لآيُزاحب بحُبين ( ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه) فالحب يتسامى ولا يتساوى ..
أختي الكريمة ..
هناك طُرق مباشرة وهناك طرق ملتوية للحل , أما الطريق المُباشر فهو عبر بوابة الزوج - اذهب له وأقول أريد أن آخذ رأيك في أمر ثم أظرب له مثالاً مُطابقاً لحالتي على لسان صديقة لي.
فإن طرح حلاً أن تُخبر زوجها , أقول له بعد أن أعتذر منه عن عدم المباشرة في الطرح إن هذه الحالة أنا واقعة فيها , وليس بالضرورة أن أخبره عن كل التفاصيل .
أعتقد أني بهذه الطريقة وضعت حبه لي وحبي له على المحك , وأرجوا أن تكون النتائج مثمرة والطريق الأخر وهو ما يكون بصورة غير مباشرة.
أن أوصل الأمر لأحد من محارمي العقلاء وأطلب منه مكالمة الرجل وتخويفه بالله عز وجل.
ومنعه من أي تواصل معي , أيضاً من المُمكن أن أشيع رسالة عند من يوصلها له , أني مُتعلقة بأسرتي وأحب زوجي حباً عظيماً , ولا أقبل له بديلاً .
المهم أختي العزيزة أن لا يكون هناك تواصل مُباشر بيني وبينه من أي طريق كان .
أنا لن أتحدث عنك أنت , لأنه يبدوا انك سلكت الطريق الصحيح بالتعلق بالواقع وترك الخيالات السابقة , التي ربما لا يخلو كثير من الناس من المرور بها , لكنك سرت بحذر وتوفيق.
ويبدوا ذلك من خلال طرحك للمشكلة انك واعية بما يعنيه لك الزوج وبما يعنيه لك ذلك الرجل الذي عبرت عنه بـ(الشخص) أو ( الرجل السابق )..
أستاذتي الكريمة أنت موفقة وذات أفق رحب ونظرة سديدة, أتمنى لك السعادة وأن يملأ الله قلبك بالسكينة والرشاد .ودُمت بود .
الكاتب: أ. عبد السلام بن صالح الصقعبي
المصدر: موقع المستشار